الأرزاق بيد الله القوي المتين، فما عليك إلا الوقوفُ ببابه، واللجوءُ إلى جنابه، واسعَ واجتهد لأن تكون من أحبابه، فإنه لا يخيب من رجاه، ولا يردُّ من سأله

الأرزاق بيد الله القوي المتين، فما عليك إلا الوقوفُ ببابه، واللجوءُ إلى جنابه، واسعَ واجتهد لأن تكون من أحبابه، فإنه لا يخيب من رجاه، ولا يردُّ من سأله ودعاه، فقال: يا رب يا ألله.
إذن؛ فلابد من السعي والاجتهاد والعمل، واجتنابِ اللهوِ والتواني والكسل، فإن كنت جادًّا في طلب الأرزاق، فخذ بالأسباب وتوجه إلى الرزاق سبحانه، ومن هذه الأسباب:
تقوى الله جلَّ جلاله في السر والعلن: لقد تكفَّل سبحانه وتعالى لمن يتقيَ اللهَ فيما أمره، واجتنابِ ما نهاه عنه؛ بأن ينجيَه من كلِّ كرب مما ضاق على الناس، ويرزقه من حيث لا يرجو ولا يخطر له على بال، ويقنعه بما رزقه، ويباركُ له في رزقه، وتَمثَّل هذا بقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}. ، وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
إن تقوى الله تدعوك للتفرغ ساعاتٍ أو بعض الأوقات، للعبادة والصلاة، والتفرغ لعبادة الله يؤدِّي إلى الغنى وسدِّ أبواب الفقر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ، مَلَأتُ صَدْرَكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ".
وأحسنَ ابنُ قيم الجوزية رحمه الله إذ قال: [الصَّلَاةُ مِنْ أَكْبَرِ الْعَوْنِ عَلَى تَحْصِيلِ مَصَالِحِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَدَفْعِ مَفَاسِدِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَهِيَ مَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ، وَدَافِعَةٌ لِأَدْوَاءِ الْقُلُوبِ، وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الْجَسَدِ، وَمُنَوِّرَةٌ لِلْقَلْبِ، وَمُبَيِّضَةٌ لِلْوَجْهِ، وَمُنَشِّطَةٌ لِلْجَوَارِحِ وَالنَّفْسِ، وَجَالِبَةٌ لِلرِّزْقِ، وَدَافِعَةٌ لِلظُّلْمِ، وَنَاصِرَةٌ لِلْمَظْلُومِ، وَقَامِعَةٌ لِأَخْلَاطِ الشَّهَوَاتِ، وَحَافِظَةٌ لِلنِّعْمَةِ، وَدَافِعَةٌ لِلنِّقْمَةِ، وَمُنْزِلَةٌ لِلرَّحْمَةِ، وَكَاشِفَةٌ لِلْغُمَّةِ..].