النبي صلى الله عليه وسلم لم يمضي له مع أمه كثيراً فقد ماتت امه وهو ابن ست سنين وفي عام الحديبية مر بالأبواء حيث دفنت أمه ومعه أصحابه فيذهب لزيارة قبرها فيبكي ويبكي من حوله

النبي صلى الله عليه وسلم لم يمضي له مع أمه كثيراً فقد ماتت امه وهو ابن ست سنين وفي عام الحديبية مر بالأبواء حيث دفنت أمه ومعه أصحابه فيذهب لزيارة قبرها فيبكي ويبكي من حوله فيقول: (استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي، وأستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الآخرة) رواه مسلم. وهاهو - عليه الصلاة والسلام - يوماً في الجعرانة يقسم الغنائم، وقد بسطت بين يديه كالجبال، والناس من حوله يوزع عليهم العطايا والمنح، وإذا به من بعيد يلمح أمه بالرضاعة، فإذا به يقوم، ويخلع رداءه، ويبسطه أرضاً، ثم يناديها، ويجلسها على ثوبه تعظيماً لها وتكريماً، ثم يقول للناس: إنها أمي التي أرضعتني. يعلمنا بذلك درساً عظيماً، كيف نعظِّم أمهاتنا، ولو كُنَّ أمهات الرضاعة، فما بالنا بأمهات النسب؟
وهذا يحيى عليه السلام يحوز ثناء الله تعالى ويمدحه بوصفه عظيم البر وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا.وقد ذكر الله سبحانه دعاء الأنبياء لوالديهم في غير ما آية من كتابه الكريم، ومن ذلك دعاء نوح (رب أغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا)، ومن دعاء إبراهيم( ربنا أغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب).
وقصص الصالحين ببرهم بأمهاتهم عجيبة فهذا ابن الحسن اراد قتل عقرب، فدخلت في جحر فأدخل أصابعه خلفها، فلدغته فقيل له في ذلك؟ قال خفت أن تخرج فتجئ إلى أمي تلدغها.
وكان زين العابدين من أبر الناس بأمه وذلك لأنه لا يأكل معها في صحنه وعندما قيل له في ذلك قال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما تشتهيه فأكون قد عققتها.
وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خير التابعين أويس القرني لو أقسم على الله لأبره وذلك لبره بأمه حتى ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أويس القرني ان يستغفر له
أسامه بن زيد قطع جمار نخلة واطعمه امه لانه اشتهته وقد كانت النخلة بالف دينار ، وأحدهم طلبت أمه ماء فذهب واحضر الماء ووجدها قد نامت فوقف بالماء على رأسها حتى الصباح
وكان ابن سيرين إذا كلم أمه كأنه يتضرع لها تضرعاً، أي: كأنه يتذلل لها. دخل عليه رجل يوماً وهو يكلم أمه، فقال: ما به؟ كأنه يشتكي شيئاً؟ فقالوا له: لا. ولكنه هكذا يكون إذا كان بين يدي أمه. لقد كان في حالة تذلل، ومن يراه في هذه الحالة، يظنّ به مرضاً. وهو في الحقيقة لا يشكو شيئاً، بل يتواضع بين يدي أمه عملاً بقوله تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ)